شنت روسيا هجوماً جوياً مكثفاً بالصواريخ والطائرات بدون طيار، استهدف البنية التحتية للطاقة في مختلف أنحاء أوكرانيا خلال الليل وحتى صباح الاثنين، مما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص على الأقل وتسبب في انقطاع التيار الكهربائي في عدة مدن. جاء هذا الهجوم في وقت حساس حيث كانت أوكرانيا تستعد لضربة كبيرة من موسكو بعد توغل أوكراني في منطقة كورسك الحدودية الروسية.

هجمات بالصواريخ والطائرات بدون طيار

أفادت القوات الجوية الأوكرانية أن الهجوم استهدف تقريباً جميع مناطق البلاد، بما في ذلك خاركوف ودنيبرو في الشرق، وأوديسا الساحلية في الجنوب، وكذلك العاصمة كييف. وأطلقت روسيا مجموعة من الصواريخ والطائرات بدون طيار التي تضمنت صواريخ كينجال الأسرع من الصوت وصواريخ مجنحة.

رئيس الوزراء الأوكراني، دينيس شميهال، صرح عبر منصة "تليجرام" قائلاً: "استهدف الإرهابيون الروس مرة أخرى البنية التحتية للطاقة"، مشيراً إلى أن الهجوم تسبب في ضرب 15 منطقة على الأقل. نتيجة لذلك، اضطرت شركة الطاقة الوطنية الأوكرانية "أوكرينيرجو" إلى تنفيذ عمليات قطع طارئة للتيار الكهربائي من أجل استقرار النظام.

كما أبلغ سيرهي كوفالينكو، الرئيس التنفيذي لشركة الطاقة "ياسنو"، عن انقطاعات في التيار الكهربائي في عدة مدن، بما في ذلك كييف ودنيبرو، حيث كان الهجوم مركزاً على مرافق الطاقة الرئيسية.

استهداف مدن رئيسية وفقدان الأرواح

الهجوم الروسي أسفر عن خسائر بشرية، حيث تم الإبلاغ عن مقتل أشخاص في مناطق دنيبروبيتروفسك وزابوريزهيا وفولين وزيتومير. في منطقة بولتافا الوسطى، أصيب ما لا يقل عن خمسة أشخاص عندما تعرضت منشأة صناعية للقصف.

في كييف، سُمعت أصوات الانفجارات في أنحاء العاصمة وضواحيها، مع عمل الدفاعات الجوية على التصدي للهجمات. نُصحت السكان بالبقاء في الملاجئ، بينما شهدت خدمات الطوارئ حالة استنفار في جميع أنحاء المدينة.

 وفي خاركوف، كانت فرق الطوارئ تعمل في عدد من المواقع المستهدفة، حيث أسفر القصف عن أضرار كبيرة. الهجوم كان واسع النطاق لدرجة أن الكهرباء انقطعت عن عدة أحياء في العاصمة كييف، وأفاد السكان عن حالة من الفوضى بعد سماع دوي انفجارات هائلة في منتصف الليل.

تصعيد روسي وأوكراني

الهجوم جاء بعد أيام قليلة من غارة روسية استهدفت فندقًا في منطقة دونيتسك، أسفرت عن مقتل مستشار أمني بريطاني وإصابة اثنين من الصحفيين. تصاعدت التوترات بشكل أكبر بعد دعوة أوكرانيا بيلاروسيا لسحب تعزيزاتها العسكرية على الحدود المشتركة، وسط تقارير عن وجود مرتزقة سابقين من مجموعة "فاغنر" بين القوات المتمركزة هناك.

من جهة أخرى، تواصل القوات الأوكرانية تقدمها على الأرض، حيث أعلنت عن سيطرة على مزيد من الأراضي في منطقة كورسك الروسية الحدودية. الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أكد أن قواته تقدمت لمسافة ثلاثة كيلومترات، وسيطرت على مستوطنتين جديدتين.

 تداعيات على الطاقة والبنية التحتية

منذ بداية الحرب، كانت روسيا تستهدف بشكل متكرر البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا، في محاولة لشلّ البلاد خلال أشهر الشتاء. الهجمات الأخيرة أظهرت تصعيداً جديداً في هذا السياق، حيث قال وزير الطاقة الأوكراني هيرمان هالوشينكو إن قطاع الطاقة الأوكراني "في مرمى النيران"، وسط تحقيقات جارية لتقييم حجم الأضرار.

الهجوم الروسي الأخير يعكس توترات متزايدة على عدة جبهات، مع استمرار القتال في منطقة دونيتسك الشرقية، حيث تحاول القوات الروسية التقدم نحو مدينة بوكروفسك الاستراتيجية. تمثل هذه المدينة هدفاً مهماً لموسكو لأنها تقع على طريق إمداد رئيسي يربطها بمراكز عسكرية أخرى في المنطقة.

في ظل استمرار الحرب والمواجهات، يبقى خطر الهجمات على البنية التحتية والمدنيين قائماً، مع تأكيد كييف أنها ستواصل الدفاع عن أراضيها رغم التصعيد الروسي.


ترجمة- وكالة النبأ

م.ال


اضف تعليق